سجلت أسعار البصل في الكويت ارتفاعا جنونيا، هو الأعلى لها منذ خمس سنوات، ناهزت الـ %340، ووصل سعر الخيشة ذات «الـ20 كيلو» 8.5 دنانير، في حين كان سعرها في السابق 2.5 دينار، وتراوح سعر ذات «الـ7 كيلو» بين 3 و4 دنانير، ولم تكن تتجاوز 700 فلس.
وتباينت الاسباب التي دفعت الى ارتفاع الاسعار؛ إذ يعود بعضها الى حجز شحنات لشركات مورّدة، من قبل الهيئة العامة للغذاء والتغذية، لمزيد من الفحوص والتدقيق، الى جانب وقف الاستيراد من مصر، بينما ذكر باعة في الشبرة ان السبب يعود الى «ماكينة الفحص» الجديدة التي جلبتها البلدية للجمارك لفحص المنتجات الزراعية!
وقالت مصادر مطلعة لـ القبس: ان مفتشي هيئة الغذاء فحصوا احدى شحنات البصل قبل ايام، وتبين ان اغلبها غير صالح للاستهلاك الآدمي، مما حدا بها الى حجز كميات اخرى كانت وصلت للتو الى البلاد، لحساب بعض الشركات التي تقوم بتوريدها وعرضها في شبرة «وافر».
وأشارت المصادر الى أن أغلب انواع البصل يتم توريدها من الهند وباكستان وايران واليمن (سابقا)، مبينة انه جرى وقف استيراده من مصر منذ مايو الماضي، نظرا الى ارتفاع نسبة متبقيات المبيدات الحشرية فيه عن الحدود المسموح بها، والواردة في المواصفات القياسية المعتمدة.
وأشارت الى ان هناك شركات ارتأت تأجيل توريد اي شحنات اضافية من البصل للبلاد، بسبب تعطل دخول الشحنات السابقة، التي لا تزال في عهدة هيئة الغذاء، بهدف اجراء مزيد من الفحوص، مضيفة ان هذا الاجراء ساهم بشكل كبير في ارتفاع اسعار البصل، ووصوله الى ارقام فلكية، نظرا الى قلة المعروض وكثرة الطلب.
وشدّدت المصادر على ضرورة تدخل «هيئة الزراعة» وفرض رقابة كافية على موردي الخضروات والفاكهة، والبصل تحديدا.
«ماكينة معطوبة»!
وفي جولة لـ القبس على شبرة سوق الخضار والفواكه في الصليبية امس، عدد من الباعة قال إن أسباب ارتفاع اسعار البصل مردّه الى «ماكينة فحص» جديدة جلبتها البلدية للجمارك لفحص المنتجات الزراعية!
وقالوا ان هذه الماكينة «قد تكون معطوبة، فهي تفحص البصل في الجمارك وتعطي اشارات بأنه غير صالح للاستخدام، او غير مطابق للمواصفات، وتم ارجاع كميات كبيرة منه إلى الهند، كما أرجعت شحنات اخرى واردة من إيران وباكستان».
وأضافوا ان نسبة ما سمحت «الماكينة» بدخوله لا يتجاوز %5 من كل شحنة آتية، وحاليا نسبة قليلة فقط من البصل الإيراني والهندي متواجدة في السوق وغالبيته كان داخل مخازن التبريد، وغير ذلك لا يوجد.
غلاء بالمطاعم
من جهتهم، رفض بعض الموردين في الجمعيات شراء البصل وإدخاله إلى التعاونيات المعنية، وتحديدا في المنطقة العاشرة وبعض المناطق الداخلية، مما اضطر المواطنين الى التوجّه الى «شبرة الخضار في الصليبية» لشرائه وفوجئوا هناك بارتفاع سعره بشكل جنوني.
وقال بعض المناديب الذين يقومون بشراء البصل للمطاعم ان هذه الأسعار مرهقة، وتجب معالجة ارتفاعها، واعادتها الى وضعها الطبيعي، لكي لا تتسبب الزيادة في رفع أسعار الوجبات والمأكولات، فالبصل من المواد الرئيسية التي يعتمد عليها المواطنون والمطاعم في الطبخ.
وأضافوا ان الأسعار ترتفع بشكل مستمر، إضافة إلى باقي أسعار السلع الغذائية، الأمر الذي ينذر بارتفاعات لكل الأسعار والمواد الغذائية في الايام المقبلة، اذا لم يُتدارك الأمر.
«خلوها تخيس».. مجدداً!
أعرب مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من غياب الجهات الرقابية عن ارتفاع الاسعار في اسواق الخضار والفاكهة، مطالبين برقابة مشددة على بعض التجار والشركات التي تستحوذ على مساحات شاسعة في تلك الاسواق.
واكد مغردون على «تويتر» انهم اشتروا «خيشة» البصل بأكثر من 7 دنانير، في حين كان سعرها ما بين دينارين و3 دنانير، وسط صمت حماية المستهلك والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.
وطالب آخرون باطلاق حملة «خلوها تخيس» مجددا في وجه هذه الاسعار المبالغ فيها، مشددين على أهمية توفير اصناف المنتجات الزراعية بكل انواعها في الجمعيات التعاونية ايضا، حيث ان البصل غاب عن بعضها، بسبب قلة الكميات المورّدة للبلاد والمعروض في شبرات الخضار.
غلاء فاحش
لم تنجُ الأسواق المركزية من ارتفاعات اسعار البصل، إذ بلغت في بعض أسواق البلاد أمس غلاء فاحشا تراوح بين 9 الى 9.500 دنانير (22 كيلو)، مما ادى الى امتناع متسوقين كثر من الشراء، وسط توقعات بارتفاعات جديدة.
وابدى عدد من المواطنين والمقيمين، استياءهم الشديد من الارتفاع الكبير في اسعار البصل اضافة الى بعض الاصناف الاخرى من الخضار والفاكهة، من دون أسباب واضحة للمستهلكين، مطالبين الجهات المعنية بحماية المستهلك من الارتفاع الجنوني لاسعار المواد الغذائية.
خارج مهرجانات التخفيض
لم تتمكن جمعيات تعاونية عدة من إدخال البصل ضمن مهرجان تخفيض الأسعار الموسمية التي تقيمها، بسبب ارتفاع سعره في السوق الرئيسية بشبرة الخضار، وخلت أرفف كثير من التعاونيات من البصل، وفي حال وُجِد تكون أسعاره باهظة.
اقرأ أيضاً