هاني الحمادي |

إلى متى يستمر مسلسل الاعتداء على مربي أجيال المستقبل؟ وهل اصبح الخروج عن النص واقتحام الحرم المدرسي أمرا عاديا؟ ومتى يقر قانون حماية المعلم الذي أصبح ضرورة ملحة؟.. أسئلة تطرح نفسها بقوة بعد الحادث الأليم الذي شهدته مدرسة ثانوية بمنطقة علي صباح السالم والتابعة لمنطقة الاحمدي التعليمية، حيث اقتحم مواطن أبواب المدرسة، حاملاً بيده سكيناً وطعن طالبا ومعلما ثم لاذ بالفرار.

في التفاصيل، التي رواها مصدر أمني لـ القبس فإن غرفة عمليات وزارة الداخلية تلقت بلاغاً بالحادث من إدارة المدرسة، وعلى الفور توجه رجال الأمن والطوارئ الطبية الى الموقع، وتبين أن مشاجرة وقعت بين طالبين كويتيين أثناء الحصة الثانية من الدوام المدرسي، حيث قام أحدهما باستدعاء شقيقه عبر اتصال هاتفي، والذي قام باقتحام المدرسة بسكين.

وأضاف المصدر ان المواطن شقيق الطالب الأول اعتدى بالضرب على الطالب الثاني وسدد نحوه 3 طعنات، وعندما تدخل معلم التربية البدنية محاولا ابعاده عن الطالب، استقبل طعنه في الكتف، ولاذا الجاني بالفرار الى جهة غير معلومة، وتم نقل المصابين الى مستشفى العدان لتلقي العلاج، وسجلت قضية، وجار البحث عن المتهم.

وكشفت مصادر تربوية أن الحالة الصحية للمصابين جيدة بعد تلقي العلاج اللازم والاسعافات المطلوبة داخل المستشفى، مشيرة الى أن مدير منطقة الأحمدي التعليمية برفقة قيادات المنطقة قد زاروهما في المستشفى للاطمئنان على صحتيهما، كما وجه بفتح تحقيق ورفع تقرير بالحادث من قبل الادارة المدرسية لرفعه الى وكيل وزارة التربية د. هيثم الأثري، الذي تابع مستجدات الحادث مع مدير المنطقة أولا بأول.

التربية تحذر
الى ذلك، أصدرت وزارة التربية بياناً شديد اللهجة أكدت خلاله حرصها على الحفاظ على سلامة أعضاء الهيئة التعليمية وابنائنا الطلبة والطالبات وحمايتهم من أي أضرار قد تلحق بهم.

واستنكرت الوزارة بشدة التصرفات غير المسؤولة والخارجة عن القانون التي وقعت في احدى المدارس الثانوية بمنطقة علي صباح السالم التابعة لمنطقة الأحمدي التعليمية والاعتداء على أحد المعلمين وأحد الطلبة داخل الحرم المدرسي.

وأشارت الى فتح تحقيق موسع لمعرفة ملابسات الحادثة المؤسفة التي تدينها الوزارة بكل ما تحملها الكلمة من معنى، ولن يكون هناك أي تهاون ضد الخارجين عن اللوائح والنظم المدرسية.

وأكدت الوزارة انها ستتخذ كل الإجراءات القانونية ضد الشخص المعتدي على المعلم والطالب، لافتة الى أن الحرم المدرسي له هيبته ويجب احترامه، وانتهاك حرمة المدرسة والمساس بالعاملين بها امر مرفوض تماما. ودعت الى الابتعاد عن هذه التصرفات الدخيلة على المجتمع الكويتي ومحاربة المظاهر السلبية، إيمانا وتقديرا للدور التربوي والوطني المنوط بالمعلم والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، واحتراما لرسالته السامية وتنشئته لأجيال المستقبل، مشددة على اهمية تكاتف كل الجهود للحفاظ على أمن وسلامة المعلم والمتعلم.

تحديد هوية المتهم.. وخطة لتأمين المدارس

أكد مصدر أمني ان رجال إدارة البحث والتحري في محافظة الأحمدي تمكنوا من تحديد هوية المتهم باقتحام المدرسة وطعن معلم وطالب، ويعكفون على تحديد مكان تواجده، وجرى تعميم أوصافه على جميع النقاط الأمنية، لافتاً الى ان عملية ضبطة مسألة وقت لا أكثر.

وذكر أن وزارة الداخلية اتخذت امس إجراءات جديدة مشددة لتأمين المدارس، وسيتم نشر الدوريات بصورة دورية في محيطها، لمنع تكرار المشاجرات الطلابية، والحيلولة دون محاولة دخول المؤسسات التربوية، لافتاً إلى التنسيق مع وزارة التربية لتنفيذ الخطة الأمنية الجديدة.

حضور أمني

شهد محيط المدرسة التي شهدت المشاجرة حضوراً أمنياً مكثفاً، وبمجرد تلقي غرفة عمليات الداخلية بلاغاً بالواقعة تحركت دوريات الأمن العام، وتبين أن المواطن الذي طعن المعلم والطالب لاذ بالفرار إلى جهة غير معلومة، وعممت أوصافه على القطاعات الأمنية لإلقاء القبض عليه.

وقال مصدر أمني: عمل رجال الشرطة على الحضور حتى نهاية الدوام الدراسي تحسباً لتجدد المشاجرة.


اقرأ أيضاً





 
Top