لم نأت من أجل المال، بل لتوطيد العلاقات بين البلدين وعودتها إلى سابق عهدها، وحفاوة الاستقبال كسرت مرارة الغربة، والعمل في الكويت ينطوي على الراحة والانسجام، فالكويتيون أهلنا وأشقاؤنا، وهذه الأرض الطيبة موطن التعايش السلمي وقبول الآخر، كما أنها احتضنت الجاليات العربية منذ الأزل.

هذا أبرز ما عبّر به المعلمون والمعلمات الجدد الذين تعاقدت معهم وزارة التربية من فلسطين، بعد انقطاع دام أكثر من 27 عاماًَ، وكانت القبس في استقبالهم لحظة وصولهم المطار أمس.

وتضاربت المشاعر بين الفرح والحزن والاطمئنان والقلق، ففيما كانوا فرحين لحصولهم على وظيفة في الكويت، بدا على بعضهم الحزن لفراق الأهل والأحبة والأصدقاء في بلادهم، مشددين على أنهم يسعون إلى إعادة منجزات أسلافهم من الرعيل الأول الذين قدموا من فلسطين للعمل في الكويت.

بداية، أعرب معلم مادة الكيمياء أسامة العويوي عن سعادته بحسن الاستقبال الذي لاقوه من قبل المسؤولين في لجنة الاستقبال بالمطار وفي السكن المؤقت، مؤكداً فخره بكونه يعمل في مهنة التدريس التي هي رسالة سامية قبل أن تكون مهنة.

وقال العويوي: قطعنا مسافة 1800 كلم إلى الكويت لكي نثبت للعالم أن المعلم الفلسطيني جزء من الشعب العربي والإسلامي، وأخ للمعلم الكويتي، وسنعمل بدورنا على تقوية الترابط بين الشعبين الكويتي والفلسطيني، وسنثبت جدارتنا عبر الجدية في العمل، وتقديم كل ما لدينا من قدرات لتنمية الأطفال والطلاب.

من جانبها، قالت معلمة الفيزياء ديا عبدالقادر إن تعاقدنا مع وزارة التربية الكويتية فرصة جديدة لنا نظراً لارتفاع معدل البطالة في بلدنا، إضافة الى رغبتنا الشديدة بعودة المعلم الفلسطيني للعمل في الكويت، لا سيما مع ذكر أجدادنا لتجربتهم الرائدة في العمل داخل هذه الأراضي الطيبة كمعلمين.

وأضافت: سأقدم كل ما لدي من أجل نهضة التعليم في الكويت، ورفع اسم المعلم الفلسطيني عالياً، مشيرة إلى أنها المرة الأولى لها التي تغادر فيها بلدها، إلا أنها تعتبر الكويت بلدها الثاني، وهي مستعدة لتقديم أسمى خدمة ألا وهي تعليم أبنائها.

أما معلم الرياضيات أسلم رزقات، فأكد حرصه وجميع المعلمين الفلسطينيين الذين تم التعاقد معهم على استعادة العلاقات القوية بين البلدين، مشدداً على أن المعلم الفلسطيني يستحق أن يكون على رأس عمله كمدرس قوي.

وذكر رزقات أن المعلم الفلسطيني أستاذ يتسم بالجدية ويتمتع بالأمانة والكفاءة، وكما قدمنا في مدارس بلادنا بفلسطين سنقدم للكويت أيضاً، فهما بلدان واحدان.

من جهتها، أكدت مراقبة التعيينات في وزارة التربية عبير الجبر أهمية توفير كل سبل الراحة لتسهيل كل الإجراءات المتعلّقة باستقدام المعلمين المتعاقد معهم خارجياً.

وأوضحت الجبر لـ القبس أن لجنة الاستقبال وفرت مجموعة من موظفي قسم التعيينات التابع لإدارة الموارد البشرية، وذلك لفتح ملفات للمعلمين، إضافة إلى تسليمهم سلفة أولية بقيمة 200 دينار لكل منهم، مبيّنة أن اللجنة ستستمر في استقبال المعلمين حتى نهاية الشهر الجاري من قبل الدول المتعاقد معها، وهي فلسطين ومصر والأردن.

وأشادت بتسهيلات وزارة الداخلية من خلال توفيرها موظفين في مقر الضيافة الكائن في منطقة الدسمة لإنهاء إجراءات البصمة، وكذلك بتعاون وزارة الصحة من خلال توفير طبيب وأربع ممرضات لأخذ عينات الدم.

مواقع السكن
وقالت «سيتم عمل فحوصات للمعلمين في المستشفى الصدري، كما سيتم توزيعهم على أماكن السكن المخصصة لهم وفقاً للمناطق التعليمية الست وحاجتها»، شاكرة الطيران المدني، وذلك للسماح للجنة الاستقبال بالدخول إلى المطار لاستقبال المعلمين، إضافة إلى تسهيل حركة مرور الحافلات الخاصة بنقل المعلمين من المطار إلى مقر الضيافة.

باصات لنقل المعلمين

قالت عضوة لجنة الاستقبال رئيسة قسم التعاقد في وزارة التربية أميرة المعلم لـ القبس إن الوزارة سعت جاهدة لتسهيل وصول المعلمين الجدد الذين يتوافدون إلى مطار الكويت على دفعات، وقمنا بتجهيز سيارات لنقل المعلمين وإنهاء كل إجراءات الوصول والتعاقد.

وأفادت بأن هناك موظفين من إدارة العلاقات العامة وقسم التعيينات خصصوا لاستقبال المعلمين وفقاً لجدول وصول الطائرات، والمسارعة بإنجاز وصولهم ونقلهم إلى السكن في منطقة الدسمة، حيث ستتم إجراءات التعاقد والتوزيع على مدارسهم الجديدة من دون الحاجة إلى الذهاب للوزارة.


اقرأ أيضاً

» العمالة الوافدة في الكويت... «ذكورية» !


» فلتان العزّاب بالكويت... تهديد أمني واجتماعي


» تقارير: تقليص الوافدين «يصيب» رفاهية الكويتيين




 
Top