ثم فتح الله علينا كل أبواب الرزق وأصبحت الكويت بعد الفقر الشديد والجوع القاتل والعطش المهلك يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، وعاش أهلها بنعم عظيمة لا تعد ولا تحصى، وشاء الله تعالى أن يتقاسم معنا لقمة العيش الشريفة إخواننا الوافدون ممن تحتاج الكويت علمهم وخبراتهم وجهودهم للمشاركة في بناء الدولة
فعملوا معنا كتفاً إلى كتف ويداً بيد، ساعدونا في استخراج النفط من باطن الأعمال، وخططوا مدننا الحديثة وأشادوا بنيانها وشقوا طرقها، وشغلوا محطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات تحلية المياه المالحة، وعالجنا أطباؤهم وعلمنا مدرسوهم، وجمع قمامتنا عاملو نظافتهم، وعالج صرفنا الصحي فنيوهم واستوردنا الحبوب والفاكهة والغذاء من بلدانهم
وفي مراجعة بسيطة لإحصاءات الجهات المختصة، نجد أن عدد الوافدين من العمالة المنزلية ومن في حكمهم يصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون شخص، من أصل مليونين و700 ألف مقيم في الكويت، أي أن نحو ثلثي الوافدين في خدمة منازل الكويتيين، وعدد المقيمين العرب العاملين في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية لا يصل إلى 60 ألف وافد، ويتضمن ذلك أيضاً شاغلي الوظائف في السلك القضائي والأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والمدرسين وفنيي الطوارئ والمسعفين وفنيي المصافي النفطية والمسعفين وشاغلي الوظائف المدنية في وزارات الدولة.
ثم هناك العاملون في قطاع العمل الأهلي في المستشفيات الخاصة والعيادات الطبية والشركات التجارية العامة في قطاعات الألبسة والمواد الاستهلاكية وشركات الخدمات الغذائية وشركات النظافة وشركات الدعم اللوجستي وكل ما يخدم الكويت وأهلها.
من العار على بعض النواب أن يرفعوا عقيرتهم وصوتهم النشاز لمحاربة الوافد في باب رزقه، ومزاحمته والتضييق عليه لطرده من الكويت التي يعتبر كثير منهم أنها وطنه وملاذه ومستقر حياته.
التاريخ سيكتب هذه المرحلة بمداد قيح نتن إن لم نتدارك أنفسنا ونقف في وجه من يريد لكويتنا السوء وللمقيمين بين ظهرانينا الأسى والتعب والهم.
الإنصاف مطلوب والعدالة ميزان الله في الرحمة وكما تدين تدان «...وتلك الأيام نداولها بين الناس» ونحن كما كل العقلاء لا نريد أن تتحول الكويت إلى مجتمع تعاقدي بل نريدها مجتمعاً تراحمياً كما كانت دوماً، فاستحقت رحمة الله لها وإغداقه من النعم عليها.
mh_awadi@
اقرأ أيضاً
» كاتب كويتي.. «يا غريب كن أديب»
» خطة للاستغناء عن 85 ألف وافد في القطاع الخاص
» وزارة التربية الكويتية تخفف من وطأة الهجوم على الوافدين
» الوافدون.. وما لا نحب الحديث عنه! مقال لكاتب كويتي
» مستشفى الصدري ترفض إجراء عملية لطفل سوري بعد تخديره... إلا بدفع 3000 دينار أولاً